101
في معظم التصورات الحديثة عن الحب، خصوصًا كما تصوّره الأفلام والروايات، يتم تقديم الحب بوصفه لحظة مباغتة، حدثًا فريدًا، أو انجذابًا مفاجئًا لشخص “لا يُشبه الآخرين”. هذه الصورة، رغم سحرها، تُنتج حالة من التوقع المستمر: أن الحب لا يأتي إلا حين يكون الشخص الآخر غريبًا، لامعًا، مثيرًا للدهشة. لكن الأبحاث
في بداية العلاقة، كنا نبحث عن الإثارة في كل لحظة: كل كلمة جديدة كانت اكتشافًا، كل لمسة كانت حدثًا، وكل صمتٍ بيننا كان مشحونًا بالانتظار. كنا نعيش في ذروة الحضور، نترقب ونندهش ونكرر السؤال ذاته بأشكال مختلفة: “هل يحبني حقًا؟” ثم بدأت الأيام تتراكم. صار الحضور مضمونًا، والإجابات مفهومة، والدهشة
بين الفجوة الزمنية وما يُقال عن التوازن في قصص الحب، لا تُذكر الأعمار في البداية. يقال: تعارفا. انسجما. أحبّا بعضهما. ثم في منتصف الحكاية، يظهر رقم: هو أكبر منها بعشر سنوات. هي أكبر منه بخمس. ويتحوّل الحب من مسألة قلبية… إلى مسألة حسابية. يبدأ الناس في العد: كم فرق العمر؟
عن لحظة نادرة من الهدوء بين جيلين صاخبين هناك لحظة لا يهيّئك أحد لها، ولا تأتي بإعلان مسبق. تكون جالسًا، ربما في سيارة أو مقهى أو على طاولة بسيطة، وفجأة… تبدأ في التحدث مع أبيك. لا كطفل يحاول أن يُثبت شيئًا، ولا كرجل يحاكم ماضيه، بل كإنسان وجد أن العمر
حين يُذكر الذكاء الاجتماعي، يتبادر إلى الذهن صورة شخص خفيف الظل، يتحدث بطلاقة، يعرف كيف يفتح حديثًا مع أي أحد، لا يشعر بالإحراج في التجمعات، يتنقّل بين الناس كما يتنقل الضوء على سطح الماء. لكن، ماذا عن أولئك الذين لا يُجيدون الكلام المرتجل؟ الذين يختارون صمتهم بعناية، ويفضّلون مراقبة الوجوه
تأمل في محاولات بناء القرب بعد أن مضى العمر الأول هناك مرحلة في الحياة، لا يُعلن عنها أحد، يُصبح فيها تكوين الصداقات مثل الكتابة بخط اليد في عصر الطباعة: أنيق، حميم، لكنه يحتاج إلى وقت، تركيز، وأحيانًا… شجاعة . مرت سنوات الجامعة أو المدرسة أو الجيش. تلك المراحل التي كانت