101
عن تنظيم اليوم دون عُقد، ودون وهم المثالية التي لا تدوم كلما قرأت عن الروتين المثالي، شعرت بالتعب قبل أن أبدأ. استيقاظ في الخامسة صباحًا، كتابة صفحات يومية، ساعة رياضة، إفطار متوازن، جدول دقيق حتى آخر دقيقة… وكلما حاولت تقليد هذا النموذج، بدأت متحمسًا، وانتهيت إمّا بالإنهاك، أو بالذنب. ذنب
عن الدقائق الأولى التي تحدّد شكل اليوم كله نستيقظ، نفتح الهاتف، نقرأ رسالة، نُطفئ منبهًا، نُفعّل عادة ما دون وعي: نبدأ يومنا برد فعل . ردّ على إشعار، على شعور بالتأخير، على فكرة مقلقة من الليلة الماضية. وهكذا، تتحوّل أول دقائق في اليوم إلى أرض معركة ذهنية ، قبل أن
ما يفعله أول ٤٥ دقيقة في تشكيل اليوم كله السؤال ليس بسيطًا كما يبدو. لأن ما تفعله في أول دقائق يومك ليس مجرد عادة صباحية، بل وضع داخلي يُحدّد شكل اليوم كله. في علم الأعصاب السلوكي، تُظهر الدراسات أن الساعة الأولى بعد الاستيقاظ تُعَدّ من “النافذة الذهبية” التي يتشكّل فيها
عن الانتباه إلى ما لا يُكتب في السياسات الداخلية في الشركات الصغيرة، لا أحد يوزّع كتيب القيم في أول يوم. لا ورقة معلقة على الحائط تقول “هكذا نتعامل هنا”، ولا قسم موارد بشرية يُدير المزاج العام ويُرسل رسائل الرفاهية النفسية. لكن هذا لا يعني أن ثقافة العمل غير موجودة. بل
كل شيء بدأ من المنبّه. كان من المفترض أن أستيقظ في التاسعة لأبدأ تقريرًا متأخرًا. أطفأت المنبّه، وتمددت لثانية واحدة، فوجدتني بعد ساعة أقرأ مراجعات عن أفضل أنواع القهوة الباردة لعام 2023. لم أكن أحتاج القهوة، بل عذرًا لأبقى هناك، في المسافة الضبابية بين الفعل والنسيان. حين أدركت كم تأخرت،
حين تكون كل الأدوار أنت، وكل الضغط عليك في الشركات الصغيرة، القائد لا يملك ترف الانفصال. لا غرفة زجاجية، لا مساعد شخصي، لا هيكل تحتي يخفف الضغط. هو المُقرِّر، والمُنفّذ، والمُحاسب، والمُلام حين لا تسير الأمور كما يجب. وفي هذا التراكب، يتسلل الإرهاق دون إعلان: لا بألم في العضلات، بل